تعرف على تاريخ السيارات الكهربائية وأسباب انتشارها

«كيف بدأت السيارات الكهربائية؟»، سؤال تم طرحه في الآونة الأخيرة بعد انتشار كبير جدا للسيارات الكهربائية فى دول العالم وحققت مبيعات كبيرة، حيث ارتفعت مبيعاتها فى جميع دول العالم وعلى سبيل المثال في إيطاليا في «عام نكسة مبيعات السيارات» بنسبة 750% فى 2020 عن عام 2019.

ويتساءل البعض «هل بدأت سيارات الاحتراق الداخلى قبل السيارات الكهربائية أم بعدها»، وعلى الرغم أن الإجابة البديهية أن سيارات الاحتراق الداخلى ظهرت قبل الكهربائية، إلا أن المعلومة التى لا يعرفها البعض أن سيارات الاحتراق الداخلى ظهرت بعد السيارات الكهربائية بـ56 عاما وتحديدا فى عام 1832.

ظهرت أول سيارة كهربائية فى التاريخ قبل 188 عاما فى 1832 على يد روبرت أندرسون، وكانت السيارات الكهربائية هى التطور الطبيعى للسيارات التى جاءت بعد السيارات البخارية التى ظهرت لأول مرة فى التاريخ فى القرن السادس عشر وكانت هذه هى بداية السيارات إلى أن وصلت إلى اليوم الذى نعيشه.

ثم تطورت بعد ذلك التاريخ 1832 السيارات الكهربائية وحققت انتشارا واسعا لدرجة أن في عام 1912 كان عدد السيارات الكهربائية على الطرق أكثر من 38 ألفا و800 سيارة، وكان المدى الكهربائى للسيارات فى ذلك الوقت 180 ميلا وكانت الطرق غير ممهدة وكان هناك انتشار لمحطات الشحن الكهربائية، وكانت هى المفضلة لدى الشعوب لأن سيارات الاحتراق الداخلى التى ظهرت لأول مرة فى 1888 على يد الألماني كارل بنز كانت تحتاج إلى مجهود عضلى ومع ذلك اختفت السيارات الكهربائية بالتدريج من الأسواق وانتشرت سيارات الاحتراق الداخلي.

وبالمناسبة كان أول ظهور لأول سيارة فى العالم بمحرك احتراق داخلى كان فى 29 يناير عام 1886 حينما حصل الألمانى «كارل بنز» على براءة اختراع من ألمانيا برقم 37435.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا فشلت السيارات الكهربائية؟، الإجابة بسيطة وهي أن في 1912 انتشرت سيارات البنزين بشكل كبير لتمثل 90% من مبيعات السيارات وفقا لموقع «إنفيستور أمينسيا»، وذلك لعدة أسباب منها أن سيارات البنزين أسرع من الكهربائية والمدى أكبر وإذا تعطلت بسبب انقطاع الوقود يمكنك ملء الخزان فى 5 دقائق وانتشار محطات الوقود، وأيضا نجحت وانتشرت بسبب سعرها الرخيص مقابل السيارات الكهربائية حيث كانت تباع فورد موديل T بمبلغ 850 دولارا وهو أقل مرتين من ثمن السيارات الكهربائية.

وفى نفس العام 1912 ظهرت البطارية التى نعرفها اليوم مأخوذة من فكرة السيارات الكهربائية لتكون بديلا عن التشغيل اليدوى للسيارة لتوفر المجهود العضلى وهذا أيضا ساعد على انتشار سيارات البنزين بقوة، والأمر الأكثر أهمية هو رخص سعر البنزين مقارنة بالكهرباء.

لتبدأ سيارات الاحتراق الداخلى فى انتشار واسع وتكون السيارة الأولى فى العالم حتى ظهرت شركة تسلا الأمريكية لتحمل أول سيارة كهربائية تصنع بإتقان لتجمع بين المدى والقوة والجمال التصميمي والسعر المناسب وهى «تسلا موديل3» لتبدأ السيارات الكهربائية تنتشر بعد هذه السيارة.

ومع قرارات الحكومات هذه الأيام بحظر بيع السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي بداية من عام 2025 لتنتهي بشكل نهائي في 2050، يؤكد نجاح السيارات الكهربائية في الانتشار.

أسباب انتشار السيارات الكهربائية

انتشرت السيارات الكهربائية لنفس أسباب انتشار سيارات البنزين فى عام 1912 التى تتمثل فى التخفيضات الجمركية والإعفاءات الكاملة فى بعض الدول، والإعفاءات الضريبية، وتوحيد سعر الكهرباء لشحن السيارات، الحوافز التى تصرف عند شرائك سيارة كهربائية وقد تصل الى 3 آلاف دولار، والترويج و التمويل الحكومى لشركات صناعة السيارات الكهربائية.

وأعلنت ألمانيا عن حوافز 6 آلاف يورو لمشتري السيارة الكهربائية كما ذكرت CNBC، وأعلنت بريطانيا عن حافز 3 آلاف دولار، وأيضا أعلنت مصر عن 50 ألف جنيه حافز لمن يشترى السيارة الكهربائية التى تصنع فى مصر.

سنأخذ مثالا النرويج التى يفتخر صانعو القرار ومؤيدو البيئة والتغير المناخي بتجربتها ونشرح لماذا هذا الانتشار العجيب الذى يمثل 60% من المبيعات.

انتشرت السيارات الكهربائية فى النرويج لهذه الأسباب:

1- ارتفاع سعر البنزين الذى يعتبر الأعلى فى العالم

2- السيارات الكهربائية معفاة من الضرائب التى تصل إلى 100% على سيارات الاحتراق الداخلي

3- شواحن الكهرباء فى الطرق العامة فى النرويج مجانية لكل السيارات الكهربائية

4- إعفاء السيارات الكهربائية من رسوم استخدام الطرق.

5- أسعار الكهرباء فى النرويج رخيصة بشكل كبير.